وقد افتتح أحمد بن طولون هذه البلاد وأخذها من سيما الطّويل (١).
وفي أيّام كافور الإخشيديّ حصل التّهاون في أمر الثّغور ، فقصدها الملك تكفور ، ويقال : نقفور الرّوميّ ، لعنه الله ، فعصت عليه ، فحرّق قراها ، وقطّع أشجارها (٢) ، فبعث كافور نجدة لها (٣).
والشّرح في ذلك يطول ، وليس هذا موضعه.
وللمولى محيي الدّين بن عبد الظّاهر في هذه النّوبة :
يا ملك (٤) الأرض الّذي جيشه |
|
يملأ من سيس إلى قوص (٥) |
مصيصة التّكفور قالت لنا |
|
بالله إفراري وتخصيصي |
كم بدن فصّله سيفك |
|
للفرا والأكثر مصّيصيّ (٦) |
[الرمل بالموصل]
وفي شعبان وقع رمل عظيم بالموصل ، وظهر من القبلة ، وانتشر يمينا وشمالا حتّى ملأ الأفق ، وعميت الطّرق ، فخرج الخلق إلى ظاهر البلد ، وابتهلوا إلى الله تعالى ، واستغاثوا إلى أن كشف ذلك عنهم (٧).
__________________
(١) في سنة ٢٦٥ ه. كما في : المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٧٦ ، والخبر في : تاريخ الطبري ٩ / ٥٤٣ ، وسيرة ابن طولون للبلوي ٩٥ ، ومروج الذهب ٤ / ٢١١ ، ٢١٢ ، وتاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٢٦٥ ، وزبدة الحلب ١ / ٧٧ ، وتاريخ مختصر الدول ١٤٨ ، والكامل في التاريخ (بتحقيقنا) ٦ / ٣٥٣ ، ٣٥٥ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٥١.
(٢) في حوادث سنة ٣٥٣ ه. انظر : تكملة تاريخ الطبري ١ / ١٩٠ ، وتجارب الأمم ٢ / ٢٠٨ ، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ١٧ ، وزبدة الحلب ١ / ١٤٢ ، والكامل في التاريخ (بتحقيقنا) ٧ / ٢٥٠ ، والعبر ٢ / ٢٩٦ ، ودول الإسلام ١ / ٢١٩ ، وتاريخ الإسلام (٣٥١ ـ ٣٨٠ ه.) ص ١٧ ، ١٨.
(٣) الروض الزاهر ٤٤١ ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٧٧ ، الدرّة الزكية ١٨٢.
(٤) في المختار : «يا مالك».
(٥) تحرّفت في المختار إلى : «قومي».
(٦) الأبيات في : الدرّة الزكية ١٨٢ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٢٧٧.
(٧) تاريخ الملك الظاهر ١٠٧ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ٨٩ ، المقتفي ١ / ورقة ٤٨ أ ، دول الإسلام