فعليه»(١).
في حين وصف الإمام الصادق عليهالسلام طبيعة المصاعب التي تعتري نقل الحديث فقال عليهالسلام : «إنّا أهل بيت صدّيقون لا نخلو من كذّاب يكذب علينا ، ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس ...»(٢).
وقد فصّل الإمام الكاظم عليهالسلام هؤلاء الكذّابين وعصورهم ، فقال : «ما أحد اجترأ أن يتعمد الكذب علينا إلاّ أذاقه الله حرّ الحديد ، وإنّ (بياناً) كذب على (علي بن الحسين) عليهالسلام ، فأذاقه الله حرّ الحديد ، وإنّ (المغيرة بن سعيد) كذب على (أبي جعفر) عليهالسلام ، فأذاقه الله حرّ الحديد ، وإنّ (أبا الخطّاب) كذب على أبي جعفر الصادق عليهالسلام فأذاقه الله حرّ الحديد ، وإنّ (محمّـد بن بشير) لعنه الله يكذب علىَّ ، برئت إلى الله منه ...»(٣).
وينقل محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن : إنّ يونس قد سأله بعض الأصحاب : «يا أبا محمّد ، ما أشدّك في الحديث وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا ، فما الذي يحملك على ردّ الأحاديث؟! فقال : حدّثني هشام بن الحكم أنّه سمع أبا عبـد الله عليهالسلام يقول : لا تقبلوا علينا حديثاً إلاّ ما وافق القرآن والسنّة ، أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدّمة. فإنّ (المغيرة بن سعيد) لعنه الله دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها أبي ، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربّنا تعالى وسنّة نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ فإنّا إذا حدّثنا قلنا : قال الله عزّ وجلّ ، وقال
__________________
(١) أُصول الكافي ١ / ٤٢ ح ٧ باب رواية الكتب والحديث.
(٢) رجال الكشي رقم ١٧٤.
(٣) رجال الكشي رقم ٩٠٩.