بولاية أهل البيت عليهمالسلام كبيراً. فإذا كان عدد أصحاب الامام الصادق عليهالسلام ، ممّن رووا عنه ، أكثر من أربعة آلاف راو ، ذكرها الشيخ الطوسي في رجاله ، عندها نعلم بأنّ الوضع الاجتماعي الحاكم ، كان وضعاً إسلاميّاً متشرّعاً على الأغلب.
ومع ذلك كان هناك عدد من الناس ممّن كان يستمع إلى أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ولكنّهم كانوا يعتقدون بمذاهب العامّة أو مذاهب أُخرى فاسدة ، كالفطحية ، والواقفية ، والناووسية ، ونحوها. وكان هناك عدد من العوام ممّن رووا الرواية.
فكان وهب بن وهب عامّياً ، ضعيفاً ، متروك الحديث(١). وكان عمّار الساباطي ضعيفاً ، فاسد المذهب(٢). وكان أحمد بن هلال ضعيفاً ، فاسد المذهب(٣). وتلك الأسماء نماذج حملها لنا التاريخ للحكاية عن الوضع الاجتماعي العام في أمّة المسلمين.
وكان الأصل في الأخذ بالحديث ، هو : أن يكون الراوي صادقاً ، مهما كان مذهبه أو عقيدته أو درجة علمه.
قال الشيخ الطوسي : «وأمّا العدالة المراعاة في ترجيح أحد الخبرين على الآخر ، فهو أن يكون الراوي معتقداً للحقّ ، مستبصراً ، ثقة في دينه ، متحرّجاً عن الكذب ، غير متّهم فيما يرويه»(٤).
كان فقهاء الشيعة في القرون الهجرية الأُولى على درجة عظيمة من
__________________
(١) الاستبصار ١/٤٨ ح ١٣٤.
(٢) الاستبصار ١/٣٧٢ ح ١٤١٣.
(٣) الاستبصار ٣/٢٨ ح ٩٠.
(٤) عدّة الاصول ١ / ٣٧٩.