ولا شكّ أنّ البحث في (المشترك) مهمّ للغاية في علم الرجال ؛ فإنّه يعني أنّ الاسم قد يشترك أحياناً بين الراوي الثقة والراوي الضعيف ، فكان لا بدّ من التمييز بين المشتركات ؛ لتوقّف معرفة قيمة السند عليه.
وكان من روّاد التصدّي لمعالجة تلك المشكلة الشيخ محمّـد أمين الكاظمي ، الذي سنذكره باعتباره من أعلام هذه الفترة الزمنية. فمن أهمّ علماء هذه الفترة :
أ ـ الشيخ محمّـد أمين بن محمّـد علي الكاظمي (من فقهاء القرن الثاني عشر) ، وكتابه هداية المحدّثين إلى طريقة المحمّـدين ـ في تمييز المشتركات ـ ويعرف الكتاب أيضاً بـ : مشتركات الكاظمي الذي ألّفه سنة ١٠٨٥ هـ.
وقد ذكر المحقّق آغا بزرك الطهراني قدسسره : إنّه كان حيّاً إلى سنة ١١١٨ هـ(١) ، فعُدّ من فقهاء هذه المرحلة. وقد رتّب الكتاب على ثلاثة أقسام :
١ ـ المشتركون في الاسم الأوّل فقط.
٢ ـ المشتركون في الاسم واسم الأب.
٣ ـ المشتركون في الكنى والنسب والألقاب.
وكان من أكثر المتمسّكين بالكتاب وقيمته العلمية ، الشيخ أبو علي الحائري المازندراني (ت ١٢١٦ هـ) ، الذي واظب في كتابه منتهى المقال في أحوال الرجال بالنقل عنه في كلّ ترجمة ، رامزاً لمستندها بـ : مشكا.
ب ـ الشيخ محمّـد بن الحسن الحرّ العاملي (ت ١١٠٤ هـ) ، وكتابه :
__________________
(١) مصفى المقال : ٨٤.