أمّا كتاب بلغة المحدّثين فهو رسالة مختصرة وجيزة في تحقيق أحوال الرجال ، كتبها تذكرة لنفسه ومرجعاً يسيراً يرجع إليه من غير تعرّض لاختلافات الأصحاب وأقوالهم ، ومن غير تعرّض للمجاهيل والضعفاء.
١٠ ـ القرن الثالث عشر الهجري :
ومن أهمّ فقهاء هذه الفترة فقيهان كتبا في علم الرجال ، هما : الوحيد البهبهاني ، والشيخ أبو علي الحائري.
فكتب الشيخ محمّـد باقر بن محمّـد أكمل المعروف بالوحيد البهبهاني (ت ١٢٠٥ هـ) كتابه الرجالي : التعليقة ، وهي حواش كتبها تعليقاً على كتاب منهج المقال للميرزا الاسترابادي ، وقد طبعت فوائد الوحيد البهبهاني (وهي مقدّمة التعليقة) مع رجال الخاقاني.
أمّا الشيخ أبو علي محمّـد بن إسماعيل الحائري (ت ١٢١٦ هـ) ، أحد تلامذة الوحيد البهبهاني ، فقد كتب كتابه الكبير منتهى المقال في أحوال الرجال المعروف بـ : رجال أبي علي.
وأُسلوب الكتاب ذو منهجة علمية دقيقة فقد «ابتدأ في كلّ ترجمة بكلام الميرزا الأسترابادي في الرجال الكبير منهج المقال ، ثمّ بما ذكره الوحيد البهبهاني في التعليقة عليه ، ثم بكلمات أُخرى على ما شرحها في أوّل الكتاب. وقد ترجم نفسه في باب الكنى ، وترك ذكر جماعة بزعم أنّهم من المجاهيل ، وبزعم عدم الفائدة في ذكرهم. وسبقه في إسقاط المجاهيل المولى عبـد النبي الجزائري في الحاوي ، وكذلك المولى خداويردي الأفشار.
وليتهم ما أسقطوهم ؛ لأنّهم غير منصوصين بالجهالة من علماء