الرجال.
وصرّح المحقّق الداماد في الرواشح بلزوم الفحص عن حالهم.
ولنعم ما فعله تلميذه المولى درويش علي الحائري حيث أفرد رسالة في ذكر من أسقطه الشيخ أبو علي من رجاله ، بعنوان : تكملة رجال أبي علي.
وقد كتب الشيخ محمّـد آل كشكول كتاب إكمال منتهى المقال ، ذكر في أوّله وجه الحاجة إلى ذكر من عدّوهم مجاهيل ؛ ردّاً على التاركين لذكرهم ، ثمّ ذكرهم جميعاً»(١).
وهذا الاشتباه في حذف أسماء بعض الرواة ـ بزعم أنّهم من المجاهيل ـ نشأ من الخلط بين فكرتي (المجهول) و (المهمل) في علم الرجال.
فالمراد من (المجهول) هو : من صرّح أئمّة الرجال فيه بالمجهولية ، وهو أحد ألفاظ الجرح. ولذا عنون العلاّمة الحلّي وابن داود المجاهيل في الجزء الثاني من كتابيهما ، وهو الجزء المختصّ بالمجروحين.
والمراد من (المهمل) هو : من عنونه أئمّة الرجال ولم يضعّفوه ، بل لم يذكر فيه مدح ولا قدح.
وكان ابن داود يعنون المهملين ؛ لأنّه يعمل بخبرهم كالممدوحين ، كما أنّه لا يصرّح بالإهمال فيمن يعنون منهم إلاّ فيمن توهّم فيه مدح ، كما في آدم بن المتوكّل ، فقال : [جش] مهمل. وكما في الحسين بن أبي الخطّاب ، فقال : [كش] مهمل(٢).
__________________
(١) الذريعة ٢٣ / ١٣.
(٢) رجال ابن داود : ٧٩.