وذهب المحقّق الداماد الى أبعد من ذلك ، فادّعى أنّ من أهمله النجاشي يكون حسناً ، حيث قال في الرواشح : «فإذاً قد استبان لك أنّ من يذكره النجاشي من غير ذمٍّ ومدح ... فيكون بحسب ذلك طريق الحديث من جهته قويّاً ، لا حسناً ولا موثّقاً ...»(١).
ولكن لفظي (المجهول) و (المهمل) عاشا في منطقة رمادية عند بعض أجلّة المتأخّرين (كالشهيد الثاني ، والمجلسي ، والمامقاني) ؛ فاختلط عليهم الفرق بين اللفظين. فحسبوا أنّ (المهمل) مجهول الحال. ولذلك فإنّهم اسقطوا المجاهيل من رجالهم.
ولكن نظرة فاحصة إلى هؤلاء المجاهيل ، يتبيّن لنا أنّهم ليسوا بمجاهيل ، بل أكثرهم كانوا مهملين في علم الرجال. ومع أنّ هذا القرن قد اكتنفه الغموض في بعض المصطلحات الأساسية لعلم الرجال ، إلاّ أنّه كان عصراً مثمراً بالفكر الرجالي.
وكان من ثمار هذا القرن أيضاً كتاب لبّ الألباب في الدراية وعلم الرجال للشيخ محمّـد جعفر الأسترابادي (ت ١٢٦٣ هـ) ، ومنظومة في أسماء الرجال للسيّد حسين بن محمّـد رضا البروجردي (ت ١٢٧٦ هـ) بعنوان : نخبة المقال في علم الرجال.
١١ ـ القرن الرابع عشر الهجري :
ويمكن عدّ هذه المرحلة من أنشط المراحل في تنقيح علم الرجال ، وإعادة ترتيبه ، وتدوينه في المدرسة الإمامية.
__________________
(١) الرواشح : ٦٨.