ومعهم في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف وأميال فإذا نطق أبو الحسن بكلمة ، أو أفتى في نازلة ؛ أثبت القوم ما سمعوه منه في ذلك»(١).
٢ ـ ما ذكره الشيخ البهائي (ت ١٠٣١ هـ) من أنّه : «قد بلغنا عن مشايخنا قدسسرهم أنّه كان دأب أصحاب الأُصول أنّهم إذا سمعوا عن أحد من الأئمّة عليهمالسلام حديثاً بادروا إلى إثباته في أُصولهم ؛ لئلاّ يعرض لهم نسيان لبعضه أو كلّه بتمادي الأيّام»(٢).
٣ ـ ما ذكره المحقّق الداماد (ت ١٠٤٠ هـ) من أنّه : «يقال : قد كان من دأب أصحاب الأُصول أنّهم إذا سمعوا من أحدهم عليهمالسلام حديثاً ؛ بادروا إلى ضبطه في أُصولهم من غير تأخير»(٣).
ويبدو من هذه النصوص : إنّ بعض الأصحاب كانت لديه ألواحاً يكتب عليها ما كان يقوله الإمام عليهالسلام ، وكانت تلك الألواح الخشبية المصنوعة من الآبنوس الناعم شخصية الطابع ، حيث يرجع إليها الراوي للتأكّد من دقّة ألفاظ الحديث ، وتلك الألواح كانت دائماً عرضة للتلف ، فأخذ الفقهاء يجمعون الأحاديث الشريفة من تلك الألواح في مجاميع حديثية أربعة نتناولها اليوم ، وهي : الكافي ، والتهذيب ، والاستبصار ، ومن لا يحضره الفقيه.
والمشهور بين فقهاء الطائفة : إنّ عدد الأُصول كان أربعمائة ؛ ولذلك أُطلق عليها الاسم.
وإلى ذلك أشار الشيخ أمين الإسلام الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ) إلى أنّه :
__________________
(١) مهج الدعوات : ٢١٩.
(٢) مشرق الشمسين : ٢٧٤.
(٣) الرواشح : بداية الراشحة التاسعة والعشرين.