(ت ٣٢٩ هـ) ، كتبه في الغيبة الصغرى مدّة عشرين عاماً.
واشتمل الكافي على أربعة وثلاثين كتاباً ، وثلاثمائة وستّة وعشرين باباً. وينقسم إلى ثلاثة أقسام : الأُصول ، والفروع ، والروضة. مطبوع بثمان مجلّدات. وعدد الأحاديث الموجودة فيه (١٩٩ ،١٦) حديثاً ، منها : (٥٠٧٢) صحيح باصطلاح المتأخّرين ، و (١٤٤) حسن ، و (١٠١٨) موثّق ، و (٣٠٢) قويّ ، و (٩٤٨٥) ضعيف(١).
وتكمن أهمّية كتاب الكافي في أنّه صُنّف زمن الغيبة الصغرى ، وهي فترة حسّاسة في تاريخ الشيعة الإمامية ، حيث أوكل الإمام المهدي عليهالسلامأربعة أشخاص يكونوا جسراً بينه وبين الأُمّة ، وهم : عثمان بن سعيد العمري ، وولده أبو جعفر محمّـد ، وأبو القاسم الحسين بن روح ، وعلي بن محمّـد السمري.
وقد كان الاتصال بالإمام المعصوم عليهالسلام عن طريق الوكلاء ـ صمّام أمان ـ لفضح الكتب الحديثية المزوّرة ، فكان الكافي من أضبط الكتب الحديثية وأجمعها ، فهو لم يتعرّض لأيّ لون من ألوان التجريح ، بل كان العكس ، بحيث قال النجاشي في ترجمة الكليني مصنّف الكتاب : «كان من أوثق الناس في الحديث وأثبتهم»(٢).
ولكن ، ومع أنّ الكافي من الكتب الحديثية المعتبرة عند الإمامية وتدور عليه رحى الاستنباط ، إلاّ أنّه احتوى على روايات صحيحة وأُخرى غير صحيحة ؛ وعليه لا بدّ للمجتهد من التمييز بين الصحيح وغير الصحيح.
__________________
(١) قام بعدّ الأحاديث الشيخ يوسف البحراني (ت ١١٨٦ هـ) في كتابه لؤلؤة البحرين : ٣٩٤.
(٢) رجال النجاشي رقم ١٠٢٦.