الموقف أقبل على الدعاء لإخوانه حتّى يفيض الناس ، قال : فقلت له : تنفق مالك وتتعب بدنك ، حتّى إذا صرت إلى الموضع الذي تبثّ فيه الحوائج إلى الله عزّ وجلّ أقبلت على الدعاء لإخوانك وتركت نفسك؟
فقال : إنّي على ثقة من دعوة الملَك لي ، وفي شكِّ من الدعاء لنفسي»(١).
وعن إبراهيم بن أبي البلاد ـ أو عبـد الله بن جندب ـ قال : «كنت في الموقف ، فلمّا أفضت لقيت إبراهيم بن شعيب فسلّمت عليه وكان مصاباً بإحدى عينيه ، وإذا عينه الصحيحة حمراء كأنها علقة ، فقلت له : قد أصبت بإحدى عينيك وأنا والله مشفق على الأخرى ، فلو قصرت من البكاء قليلاً.
قال : لا والله يا أبا محمّد ، ما دعوت لنفسي اليوم بدعوة.
فقلت : فلمن دعوت؟
قال : دعوت لإِخواني ، فإنّي سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : من دعا لأَخيه بظهر الغيب وكّل الله به ملَكاً يقول : ولك مثلاه ، فأردت أن أكون أنا أدعو لإِخواني ويكون الملَك يدعو لي ، لأَنّي في شكّ من دعائي لنفسي ، ولست في شكٍّ من دعاء الملَك لي»(٢).
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٣/٥٤٤ ح ١٨٤٠٣.
(٢) وسائل الشيعة ١٣/٥٤٥ ح ١٨٤٠٤.