فيه. وإنّما الفسق بأفعال الجوارح يمنع من قبول شهادته وليس بمانع من قبول خبره ، ولأجل ذلك قبلت الطائفة أخبار جماعة هذه صفتهم»(١). وقد طبّق الشيخ قدسسره نظريّته التي ذكرها هنا في كتاب الفهرس.
وربّما نتمكّن الآن ، وبعد هذا العرض عن نشاط الشيخ الطوسي في حقل علم الرجال ، من إدراج اهم معالم مدرسته قدسسره ضمن النقاط التالية :
١ ـ ترتيب أسماء الرواة على حروف المعجم ، كما قام بذلك قدسسره في كتاب الأبواب محاولاً تصنيف الرواة على أساس اختلاف عصور النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة عليهمالسلام. وهذا العمل مهمّ في تمييز طبقات الرواة في الوقت الذي لم تتطرّق الكتب الرجالية التي سبقت عصر الشيخ الطوسي إلى ذلك.
٢ ـ التمييز بين أصحاب الرواية وأصحاب اللقاء. فقد استخدم مصطلح (الأصحاب) للتعبير عن أصحاب الرواية ، وهم الذين رووا عن الإمام عليهالسلام ولكن لم يلتقوه إلاّ في موارد نادرة منها أنّه ذكر (محمّـد بن أبي عمير) في أصحاب الإمام الرضا عليهالسلام لكنّه لم يذكره في أصحاب الإمام الكاظم عليهالسلام مع أنّه ممّن لقيه عليهالسلام. ومع ذلك ، فإنّ منهج الشيخ الطوسي كان دقيقاً في التمييز بين أصحاب الرواية وبين الذين التقوا الإمام عليهالسلام وجهاً لوجه.
٣ ـ التمييز بين الرواة الذين رووا عن الإمام عليهالسلام بغير واسطة وبين الذين لم يرووا عن الإمام عليهالسلام أصلاً إلاّ بالواسطة لعدم إدراكهم أزمنة الأئمّة عليهمالسلام.
__________________
(١) عدّة الاصول : ٥٦.