والصحيفة السجّادية ليست دعوات وحسب .. بل هي بحقّ موسوعة علميّة ، عقائديّة ، اجتماعيّة ، سياسيّة .. بشتّى ألوانها التي يعجز البيان عن إطرائها وتوصيفها ..
وهي أثر خالد لا محيص للموحّدين ـ من الشيعة والسنّة ـ عن التدبّر في ألفاظها ، والتفكّر في معانيها ..
دواعي العمل :
إنّ ما بأيديكم من الوريقات ، هي نظرة متواضعة حول نسخة فريدة نفيسة لتلك الصحيفة الشريفة ، بخطّ العالم الكبير ، فقيه آل الرسول ، الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي العاملي رضوان الله تعالى عليه.
ومن الأُمور المشجّعة على هذا العمل : إنّ متن هذه الجوهرة النفيسة كان مرجعاً للصحائف المخطوطة والمطبوعة المتداولة في عصرنا ، كما أنّه كان مرجعاً لعدّة من النسخ والصحائف المخطوطة المفقودة ـ كما سيأتي ذكر بعضها ـ.
ومن المعلوم أنّ أكثر طرق رواية الصحيفة ـ إجازة أو وجادة أو غير ذلك ـ ترجع إلى الشهيد(١) ـ قدّس الله سرّه الشريف ـ ؛ هذا وقد احتجبت هذه الدرّة اليتيمة عن الأنظار قرابة ثلاثة قرون ، مع أنّها أولى بالاعتبار في التصحيح والمقابلة ؛ لأنّ هذه النسخة أكثر إتقاناً من باقي النسخ المقابلة بالواسطة الواحدة أو بأكثر من واسطة .. عن هذه النسخة ، ولأجل هذا ؛ عزمت على تعريفها وإحياء أمرها ؛ كي تكون هذه خطوة متقدّمة لتصحيح
__________________
(١) انظر : كتاب الإجازات من بحار الأنوار ١١٠ / ٤٣ ـ ٦٦ ، فإنّ جميع الطرق التي ذكرها المجلسي ترجع إلى الشهيد رحمهماالله.