المبحث الثاني : الأسباب في اختلاف الروايات :
بعد أن استبان لنا بأنّ هذه الصحيفة المباركة وصلت إلينا برواية عمير بن المتوكّل ، وهو عن أبيه .. ومن بعدهما انتشرت الصحيفة .. ورواها عنهما عدّة من الأعلام والمحدّثين .. بقي هنا شيء ، هو : إنّه لِمَ حدث الاختلاف بين هذه الروايات؟
إنّ من نظر إلى النسخ المطبوعة أو المخطوطة من هذه الروايات ، وجد فيما بينها اختلافات بيّنة ، سواء في المقدّمة(١) ، أو في تعداد الأدعية ، أو في بعض ألفاظها ، أو التقديم والتأخير ، أو تداخل بعض الأدعية مع بعض آخر ، أو وجود جملة في رواية ونقصانها في أُخرى .. إلى غير ذلك من الاختلافات.
وقايس المحقّق الأفندي (ق ١٢) النسخة المشهورة مع نسخة برواية من روايات نسخة علي بن مالك ، وقال ـ في بيان أنواع الاختلاف بين هاتين الروايتين ـ :
ثمّ من جملة اختلافاتها مع النسخ المشهورة : اختلافها في عناوين الأدعية.
ومنها : في ترتيب ذكر الأدعية.
__________________
(١) كما يلاحظ هذا في مقدّمة الرواية المشهورة بوضوح ، حتّى قال جامع رواية ابن المطهّر وابن الأعلم ، عند ذكر رواية ابن المطهّر : «فذكر الحديث [يعني المقدّمة] بتمامه إلى رؤيا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) التي ذكرها جعفر بن محمّد عن آبائه صلوات الله عليهم .. وكذا لم يرد ذلك في رواية ابن مالك.
كما أنّ المقدّمة بتمامها فاقدة في رواية ابن المطهّر منفردة في نسخة مكتبة السيّد المرعشي رحمهالله المؤرّخة ٦٩٥ هـ ، والمحفوظة برقم : ٣٦٨٥.