ومنها : اختلافها في الديباجة ، حيث لا يوجد في هذه النسخة ذكر الديباجة وفهرست أبواب الأدعية ، وغير ذلك.
ومنها : فيها أدعية لا توجد في غيرها ، وكذا قد توجد في النسخ المشهورة أدعية لا توجد فيها.
ومن ذلك أنّ في هذه النسخة ... إلى أن قال : وبالجملة عدد أدعية هذه النسخة ثمانية وثلاثون دعاءً ، فتأمّل ، وعدد أدعية النسخ المتداولة من الصحيفة الكاملة أربعة وخمسون دعاءً(١) ...
فتلك مشكلة لا يمكن التغاضي عنها ، كيف وُجدت كلّ تلك الاختلافات في هذه الأدعية مع أنّها صدرت عن مشرّع واحد وعن راو واحد ..؟!
والجواب عن ذلك يحتاج إلى دراسة معمّقة وطويلة للتعرّف على الحقيقة التأريخيّة لتلك الاختلافات ، وذلك يتطلّب مزيداً من الدقّة والتأمّل ، ولا مجال في هذا المقال لبسط الشرح والبيان لتلك البحوث ، ولكن هذه القضيّة ضروريّة جدّاً لا يمكن إهمالها في البحث ، فلذا كتبنا كلمات قليلة في هذا المضمار لعلّها تسهم في إثراء وإغناء البحث ، ورسم صورة أوضح في بيان حلّ هذا الإشكال.
فنقول : إنّ الأمر الواضح هو أنّه لا اختلاف في متون الأدعية حين صدروها عن منشئها الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام لابْنَيه الإمام محمّد بن عليّ الباقر وزيد بن عليّ عليهمالسلام .. وقد عرفتَ بأنّهما الراويان الأوّلان وأنّ كتابتها ونشرها كان بواسطة هذين الابْنَين ، ولا مجال لفرض
__________________
(١) الفوائد الطريفة : ٥١٢ ـ ٥١٣.