حيث إنّ عدد الأدعية المذكورة في نسخته التي حقّقها وطبعها واحد وأربعون دعاءً(١).
والحال أنّنا نجد نفس رواية عليّ بن مالك ـ والتي اعتمدها وحقّقها الأُستاذ المرحوم كاظم مدير شانه چي ـ تحتوي على ثمانية وثلاثين دعاءً ، وكذلك في رواية السيّد فضل الله الراوندي الذي روى صحيفته بطريقه عن علي بن مالك ولم تطبع إلى الآن(٢) ، وهذا يدلّ بوضوح على ذلك.
الثانية : جرت على الحديث الشريف ـ منذ نشأته الأُولى إلى فترة حكم عمر بن عبدالعزيز ـ تطوّرات مختلفة ومباحث متباينة ، منها منع تدوينه ـ كلاًّ أو بعضاً ـ في فترات من التاريخ في صدر الإسلام ، ومرّت عليه قضايا عجيبة مستنكرة من حرق الأحاديث ، وإلقائها في الماء ، أو دفنها .. وغير ذلك.
وبعد مرور هذا الزمن الطويل ، تُرِك الحديث الشريف ـ خوفاً من السلطة أو انقياداً لها ـ وكفى ذلك في فقدان جملة من الأحاديث ، مضافاً إلى طروق آفة النسيان على بعض حفّاظها جملة أو تفصيلاً ، ممّا أدّى إلى وصول بعضها إلينا عن طريق النقل بالمضمون ، وقد ترك كلّ ذلك آثاراً وتبعات سيّئةً(٣).
__________________
(١) مرّ ذكر نسخة رواية عليّ بن مالك في البحث عن روايات الصحيفة.
(٢) مرّ عليك وصف نسخته.
(٣) وهذا لا يقلّل من قيمة الحديث وحجّيّته واعتباره بشيء ، وذلك لأنّه قد حفظه وصانه الحفّاظ وأئمّة المحدّثين الذين لا يعتقدون بالمنع ، وجعلوا محافظة الحديث نصب أعينهم ـ كتابةً كانت أو عن ظهر القلب ـ خصوصاً تلامذة مدرسة أهل البيت عليهمالسلام.