المحتمل أن يكون كلّ باب منها كان في صحيفة مستقلّة منفصلة عن بقيّة الصحائف على رقّ أو جلد .. أو غيرها ، وبمرور الزمان حدث ضياع لبعض تلك الصحائف ، أو الاختلاف في ترتيبها وتسلسلها ، أو ضمّ بعضها إلى البعض الآخر .. فلذا صار الاختلاف بين النقولات في هذا المجال.
ويشهد لذلك رواية ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني رحمهالله : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ؛ وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة الثمالي قال : «... قرأتُ صحيفةً فيها كلامُ زهد من كلامِ عَليِّ بن الحُسَين عليهالسلام ، وكتبتُ ما فِيها ثمّ أتيتُ عليَّ بنَ الحسينِ ـ صلوات الله عليه ـ فعرضتُ ما فِيهَا عليه فعرفه وصَحَّحه ... إلخ»(١).
ويحتمل في هذا أنّ الصحيفة كانت مجزّأة كلّ صفحة أو صفحات تحتوي على دعاء خاصّ.
وكما يؤيّد هذا المطلب قول المتوكّل بن هارون الراوي للصحيفة :
«ثمّ أَمْلَى عَلَيَّ أبو عَبْدِالله عليهالسلام الأدعيةَ ، وَهِيَ خَمْسَةٌ وسَبْعُونَ باباً ، سَقَط عَنِّي منها أحدَ عَشَر باباً ، وحفظتُ منها نَيِّفاً وَسِتِّينَ باباً»(٢).
ومع كلّ هذا ، فإنّ الأدعية الواصلة إلينا من الصحيفة السجّاديّة من الرواية المشهورة أربعة وخمسون دعاءً .. فتأمّل.
كما أنّ هناك سبباً آخر لضياع بعض أدعية الصحيفة قد يرتبط بالنسّاخ أو الرواة ، وهذا الأمر ظاهرٌ في رواية عليّ بن مالك ، والتي اعتمدها المحقّق العلاّمة السيّد محمّد حسين الحسيني الجلالي ـ حفظه الله ورعاه ـ
__________________
(١) الكافي ٨ / ١٤ رقم ٢ ، الفهرست : ٦٨ رقم ١٣٨.
(٢) انظر مقدّمة الصحيفة السجّادية.