(وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ) ، قال : كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ يحب إسلام الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف ، دعاه رسول الله وجحد به أن يسلم فغلب عليه الشقاء ، فشقّ ذلك على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ، فأنزل الله : (وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ) إلى قوله : (نَفَقاً فِي الْأَرْضِ) ، يقول : سربا (١).
أقول : السرب بفتحتين ، قال في الصحاح : بيت في الأرض ، تقول إنسرب الوحشي في سربه ، وأسرب الثعلب في جحره (٢) انتهى.
والنفق بفتحتين : ثقبة إلى محل معهود.
قوله : (فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ)
أي فافعل فجواب (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ) مقدّر يدل عليه الكلام.
قوله : (إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ)
في مقام التعليل بقوله : (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ).
وقوله سبحانه : (وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)
فيه إيماء إلى علّة ما سبقه ، ومآل المعنى ـ والله العالم ـ : لا تحزن على تكذيبهم وجحودهم واستنكافهم عن الهدى ، ولا تطمع في استجابتهم فإنّهم لا يسمعون لأنّهم موتى ، لكنّهم لا يفوتوننا فسوف يبعثهم الله فيفقهون ويسمعون ، ثم
__________________
(١). تفسير القمي ١ : ١٩٨.
(٢). صحاح اللغة ١ : ١٤٧.