وعن تفسير الثعلبي عن الحسن والشعبي ومحمّد بن كعب : نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب وعبّاس بن عبد المطّلب وطلحة بن شيبة ، وذلك أنّهم افتخروا فقال طلحة : أنا صاحب البيت بيدي مفاتحه ولو أشاء بتّ في المسجد ، وقال عبّاس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، وقال عليّ : لا أدري ما تقولان؟! صلّيت ستّة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ، فأنزل الله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ). (١)
أقول : وفي بعض الأخبار ذكر حمزة وعليّ وجعفر والعبّاس وشيبة ، (٢) والمتيقّن من الجميع وجود عليّ والعبّاس فيه.
قوله سبحانه : (فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ)
وعيد بما يستعقبه إيثارهم ذلك من الأمر.
وقد مرّ في سورة المائدة كلام في معناه.
قوله سبحانه : (لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ)
في المجمع عن الصادقين ـ عليهماالسلام ـ : إنّها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حيث كتب إلى قريش يخبرهم بخبر النبيّ لمّا أراد فتح مكّة. (٣)
__________________
(١). تفسير الثعلبي ٣ : ١٧٠ ؛ الكشف والبيان ٥ : ٢٠ ؛ تفسير الطبري ١٠ : ١٢٤ ؛ زاد المسير ٣ : ٢٧٩ ؛ الدر المنثور ٣ : ٢١٩ ؛ تفسير القرطبي ٨ : ٩١.
(٢). الكافي ٨ : ٢٠٣ ، الحديث : ٢٤٥ ؛ تفسير العياشي ٢ : ٨٣ ، الحديث : ٣٥ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٤ : ٤١٠ ، الحديث : ٣ ؛ تفسير الصافي ٣ : ٣٨٦.
(٣). مجمع البيان ٥ : ٢٥.