أقول : فالقصّة تشهد كظاهر سياق الآية أنّ قوله : (مِنْ قَبْلُ) متعلّق بقوله : (حارَبَ)، لا بقوله : (اتَّخَذُوا) ، كما ذكره بعضهم. (١)
قوله : (لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً)
نهى عن الصلاة فيه بطريق آكد ، وهذه الجملة يمكن أن تكون خبرا لقوله : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا) لو كان مبتدءا ، ويمكن أن يكون قوله : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا)، مبتدءا لخبر مقدّر ، أي : ومنهم (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا)، ويمكن أن يكون منصوبا بالاختصاص.
قوله : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى)
في الكافي وتفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : يعني مسجد قبا. (٢)
وفي رواية العيّاشي : وأمّا قوله : (أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) قال ـ عليهالسلام ـ : يعني من مسجد النفاق. (٣)
قوله : (فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا)
في تفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : هو الاستنجاء بالماء. (٤)
وفي المجمع عن الباقر والصادق ـ عليهماالسلام ـ : يحبّون أن يتطهّروا بالماء عن الغائط والبول. (٥)
__________________
(١). جوامع الجامع ٢ : ٨٥.
(٢). الكافي ٣ : ٢٩٦ ، الحديث : ٢ ؛ تفسير العيّاشي ٢ : ١١١ ، الحديث : ١٣٦.
(٣). تفسير العيّاشي : نفس المصدر ؛ تفسير الصافي ٣ : ٤٦٧.
(٤). تفسير العيّاشي ٢ : ١١٢ ، الحديث : ١٣٧.
(٥). مجمع البيان ٥ : ١١١ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٤ : ٥٥٥ ، الحديث : ١١.