الجنّة ، ومن خان في شيء منها أو تعدّى ما أمر الله عزوجل فيها ، لقي الله ناقص الإيمان ، قال : قلت : قد فهمت نقصان الإيمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته؟
فقال : قول الله عزوجل : (وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ* وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ)، وقال : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) ، (١) ولو كان كلّه واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لأحد منهم فضل على الآخر ولاستوت فيه النعم ولاستوى الناس وبطل التفضيل ، ولكن بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنّة ، وبالزيادة في الأعمال (٢) تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله ، وبالنقصان دخل المفرّطون النار. (٣)
أقول : وقد مرّ بعض الكلام في درجات الإيمان في ما مرّ.
قوله سبحانه : (رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ)
في تفسير العيّاشي عن الباقر ـ عليهالسلام ـ يقول : شكّا إلى شكّهم. (٤)
قوله سبحانه : (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ)
أي يشقّ عليه عنتكم ولقائكم المكروه أو جحودكم وإنكاركم.
وفي تفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : (رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ)
__________________
(١). الكهف (١٨) : ١٣.
(٢). في المصدر : «في الإيمان»
(٣). الكافي ٢ : ٣٦ ، الحديث : ١ ؛ تفسير الصافي ٣ : ٤٨٦ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٤ : ٥٩٠.
(٤). تفسير العيّاشي ١ : ٦٣ ، الحديث : ١١٥.