بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٩) دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠)]
قوله تعالى : (الر)
غرض السورة على ما يظهر ـ بالتدبّر فيما استطلع به السورة وفي رجوع البيان مرّة بعد مرّة إلى اثبات المعاد ، وإلى القضاء والحكم الفصل بين الأنبياء وأعدائهم إلى غير ذلك ، هو وعد النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ والمؤمنين بالقضاء الفصل بينهم وبين أعدائهم بنجاة المؤمنين وإهلاك المشركين في الدنيا وفي الآخرة ، وما سوى ذلك من مداليل الآيات مقصودة بالتبع لا على سبيل الاستقلال.
قوله تعالى : (الْكِتابِ الْحَكِيمِ)
في توصيف الكتاب بالحكيم إشعار بأنّ مقاصد بيانات السورة غير قابلة للتغيير ولا مظنّة للبداء والمحو وهو كذلك ، فإنّ المعاد والفصل بين الحقّ والباطل ممّا لا يقبل التبديل والتغيير ، والآيات في ذلك كثيرة.
قوله تعالى : (قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ)
كأنّه كناية عن المكانة عند الله سبحانه ، فإنّه لمّا كان استقرار الإنسان وثباته في مكان يطلبه إنّما يكون بأن يطأه ويثبّت قدمه عليه وضع القدم موضع مكان القدم بهذه العناية ، فقيل : إنّ لفلان قدما في محلّ ـ كذا ـ ثمّ نزّل المعاني منزلة