فإن قلت : هذا ينافي ما يدلّ من الآيات على أنّ الله سريع الحساب.
قلت : لا منافاة فإنّ الشرّ الذي يحسبه الناس شرّا وهو هلاك الدنيا أو نار الآخرة ، آخر ما ينتهي بهم إليه سلوكهم هذا الطريق المهلك من الشرّ ، وكلّ منازل الطريق شرّ وهلاك ، فإنّما يتقلبون من هلاك إلى هلاك ، وينقلبون من بوار إلى بوار ، قال تعالى : (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ* وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)(١). وقال تعالى : (وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ) (٢).
*
__________________
(١). الأعراف (٧) : ١٨٢ ـ ١٨٣.
(٢). الأنعام (٦) : ٢٦.