المعتزلة :
حيثما ظهر التشيع ظهر الاعتزال بوجه عام ؛ ولذا نجد أن الاعتزال قد ازدهر في العصر البويهى ، فاشتدت شوكة أنصاره كما غزرت وكثرت مصنفات أئمته.
ومن أشهر مفسرى المعتزلة في المدة ما بين (٤٥٠ ـ ٥٥٠ ه) :
* المفسر النحوى الأديب محمد بن على بن محمد أبو مسلم الأصبهانى (٣٦٦ ـ ٤٥٩ ه) صنف تفسيره في عشرين مجلدا.
* وشيخ المعتزلة أبو يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف القزوينى (٣٩٣ ـ ٤٨٨ ه) قال السمعانى : له التفسير الكبير في ثلاثمائة مجلد سبعة منها في تفسير الفاتحة. وقال ابن النجار : إنه في خمسمائة مجلد ، قال : «رأيت منه مجلدا في آية واحدة (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ) (١).
وقد أدرك القزوينى القاضى عبد الجبار بن أحمد الهمذاني (ت ٤١٥ ه) وتلقى العلم عنه ، والقاضى عبد الجبار هو صاحب التصانيف العديدة في علوم القرآن العظيم ، ويعتبر شيخ المعتزلة في عصره.
* الحاكم أبو سعيد المحسن بن محمد بن كرامة الجشمى البيهقى المعتزلى (٤١٣ ـ ٤٩٤ ه) له مؤلفات في التفسير وعلوم القرآن ، وتفسيره هو الأصل (٢) الذى بنى عليه الزمخشرى تفسيره (الكشاف).
* الزمخشرى : محمود بن عمر بن محمد الخوارزمى (٤٦٧ ـ ٥٣٨ ه) : المفسر النحوى اللغوى المتكلم الأديب الملقب بجار الله لمجاورته زمانا بمكة. قال ابن خلكان : كان إمام عصره وكان داعيا إلى الاعتزال له تفسير (الكشاف) وألف في الحديث والبلاغة والأدب واللغة.
فتنة الوزير الكندرى المعتزلى الرافضى :
كان أبو نصر عميد الملك الكندرى ـ وزير السلطان طغرلبك ـ معتزليا رافضيا. بينما كان السلطان حنفيا سنيا. وقد استطاع هذا الوزير بدهائه أن يستغل السلطان نفسه في محاربة أهل السنة : إذ تمكن من استصدار مرسوم سلطانى بلعن المبتدعة على المنابر ، ولم يفطن السلطان لما بيّته هذا الداهية الذى أدخل فيمن لعنهم أئمة أهل السنة!! على أنهم مبتدعة! ثم تمادى ـ حين مرت هذه الخدعة ـ فحال بين كبار أئمة أهل السنة الذين يخشى بأسهم وبين أى نشاط دينى ، ونشط المعتزلة والشيعة إلى تأييده ومؤازرته للتخلص من خصومهم.
__________________
(١) البقرة : ١٠٢.
(٢) د. عدنان زرزور : الحاكم الجشمى ومنهجه في تفسير القرآن : ٩٣ ، ٩٤.