بعمليات تزوير الثقافة ، وطالع أدعياء الثقافة الأمة العربية والإسلامية بمؤلفات تدعى الغيرة على الأمة ولا تتضمن فى الحقيقة سوى شعارات مدمرة تقود الأمة إلى الهاوية ، وكانت صيحات هؤلاء سلاحا ذا حدين ، فهى تبعد الأمة عن الأسباب الحقيقية لتدهورها ، وفى نفس الوقت تفرض أيديولوجيات متعفنة كعلاج لأدواء الأمة وهى فى الواقع تعمل على تدميرها.
١٦ ـ النهى عن الاستقلال بالرأى فى فهم آى الذكر الحكيم :
ولا مكان فى الإسلام لأحد يقول بالرأى ولا علم له بالكتاب والسنة. ومن وجد فى نفسه أى تقصير فى مادة من مواد قانون التأويل أو علم أنه لم تجتمع عنده الشروط التى اشترطها الأئمة فيمن يتصدى لتفسير آى الذكر الحكيم ، ينبغى عليه ألا يجازف بالخوض فى معانى كلام الله تعالى ، ومن فعل ذلك فقد ارتكب زورا وإثما مبينا وافترى على الله سبحانه ، ويكون هذا المفترى من الذين أخضعوا معانى القرآن العظيم ومقاصده لأهوائهم بل إن مرتكب هذا الإفك ما آمن بالقرآن العظيم ، إنما هو مؤمن بما صوره له هواه الذى دفعه بعيدا عن الهدى القرآنى المبين.
١٧ ـ المقابلة بين الراسخين فى العلم وبين أهل الزيغ :
الراسخون فى العلم وجهتهم خالقهم ، فهو عزوجل مقصودهم ، ورضاه سبحانه مطلوبهم. أما أهل الزيغ فوجهتهم أهواؤهم ، والضلال غايتهم.
قلوب أهل الرسوخ والتمكين نقية طاهرة صافية ، وقلوب أهل الزيغ غارقة فى ظلمات بعضها فوق بعض (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) من الآية : ٤٠ سورة النور.
أهل الرسوخ قد استمسكوا بالعروة الوثقى التى لا انفصام لها ، فكان الله تعالى مولاهم ومخرجهم من الظلمات إلى النور. وأهل الزيغ تمسكوا بالطاغوت ، فهداهم إلى كل ما يقطعهم عن الخالق سبحانه فتاهوا فى قفار الضلالة لا يعرفون للخروج منها سبيلا.
الراسخون قد وجهوا وجوههم إلى الله تعالى ، وتبرّءوا من كل سبيل يخالف سبيله عزوجل فكتب الله تعالى لهم الفوز والنجاة فكانوا أولو الألباب الذين ذكرت أوصافهم أواخر سورة آل عمران (١٩٠ ـ ١٩٥).
تأويل المتشابه بين الإباحة والحظر :
المقصود بالمتشابه هنا هو ما تعلق بالصفات والأفعال المتعلقة به عزوجل. أما المتشابه اللفظى فيدخل فى علوم التفسير ولا خلاف على ذلك ، إنما الاختلاف بين الأئمة وقع بالنسبة للضرب الأول :
قال الإمام الرازى : الذى اختاره الأئمة المحققون من السلف إلى الخلف ، ترك الخوض