فَساداً) القتل وأخذ الأموال (أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ) يعنى اليد اليمنى والرجل اليسرى فالإمام فى ذلك بالخيار فى القتل والصلب وقطع الأيدى والأرجل (أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ) يقول يخرجوا (١) من الأرض ـ أرض المسلمين ـ فينفوا بالطرد (ذلِكَ) جزاءهم الخزي (لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا) قطع اليد والرجل والقتل والصلب فى الدنيا (وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ) ـ ٣٣ ـ يعنى كثيرا وافرا لا انقطاع له ثم استثنى فقال ـ عزوجل ـ : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) من الشرك (مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ) فتقيموا عليهم الحد فلا سبيل لكم عليهم يقول من جاء منهم مسلما قبل أن يؤخذ فإن الإسلام يهدم ما أصاب فى كفره من قتل أو أخذ مال فذلك قوله ـ سبحانه ـ : (فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ) لما كان منه فى كفره (رَحِيمٌ) ـ ٣٤ ـ به حين تاب ورجع إلى الإسلام ، فأما من قتل وهو مسلم فارتد عن الإسلام ثم رجع مسلما فإنه يؤخذ بالقصاص. وقوله ـ سبحانه ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) [٩٩ ب] يعنى فى طاعته بالعمل الصالح (وَجاهِدُوا) العدو (فِي سَبِيلِهِ) يعنى فى طاعته (لَعَلَّكُمْ) يعنى لكي (تُفْلِحُونَ) ـ ٣٥ ـ يعنى تسعدون ويقال تفوزون. وقوله ـ سبحانه ـ : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) من أهل مكة (لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ) أى فقدروا أن يفتدوا به (مِنْ عَذابِ) جهنّم (يَوْمِ الْقِيامَةِ) يقول لو كان ذلك لهم وفعلوه (ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ـ ٣٦ ـ (يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ) بالفداء (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها) أبدا (وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ) ـ ٣٧ ـ يعنى دائم. وقوله ـ سبحانه ـ : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) يعنى
__________________
(١) فى أ : يهربوا.