أيمانهما من الكرسوع يقول القطع (جَزاءً بِما كَسَبا) يعنى سرقا (نَكالاً مِنَ اللهِ) يعنى عقوبة من الله قطع اليد (وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ـ ٣٨ ـ (فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ) يقول من تاب من بعد سرقته (وَأَصْلَحَ) العمل فيما بقي (فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) لذنبه (رَحِيمٌ) ـ ٣٩ ـ به ، وأما المال فلا بد أن يرده إلى صاحبه. وقوله ـ سبحانه ـ : (أَلَمْ تَعْلَمْ) يا محمد (أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يحكم فيهما بما يشاء (١) (يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) من أهل معصيته (وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ) يعنى به المؤمنين (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من العذاب والمغفرة (قَدِيرٌ) ـ ٤٠ ـ. وقوله ـ سبحانه ـ : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ) يعنى صدقنا بألسنتهم (وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) فى السر. نزلت فى أبى لبابة : اسمه مروان بن عبد المنذر الأنصارى من بنى عمرو بن عوف. وذلك أنه أشار إلى أهل قريظة إلى حلقه (٢) أن محمدا جاء يحكم فيكم بالموت فلا تنزلوا على حكم سعد بن معاذ وكان حليفا لهم ثم قال ـ سبحانه ـ : (وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا) أى ولا يحزنك الذين هادوا يعنى يهود المدينة (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ) يعنى قوالون للكذب منهم كعب بن الأشرف ، وكعب بن أسيد ، وأبو لبابة ، وسعيد بن مالك ، وابن صوريا ، وكنانة ابن أبى الحقيق ، وشاس بن قيس ، وأبو رافع بن حريملة ، ويوسف بن عازر ابن أبى عازب ، وسلول بن أبى سلول ، والبخام بن عمرو ، وهم (سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ) يعنى يهود خيبر (لَمْ يَأْتُوكَ) يا محمد (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ) يعنى أمر الرجم
__________________
(١) فى أ : ما يشاء.
(٢) وكانت هذه الإشارة معناها أن محمدا سيحكم فيكم بالقتل والذبح.