(مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ) عن بيانه فى التوراة. وذلك أن رجلا من اليهود يسمى يهوذا وامرأة (١) تسمى بسرة من أهل خيبر من أشراف اليهود زنيا وكانا قد أحصنا (٢) فكرهت اليهود رجمهما من أجل شرفهما وموضعهما فقالت يهود خيبر : نبعث بهذين (٣) إلى محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فإن فى دينه الضرب وليس فى دينه الرجم ونوليه الحكم فيهما فإن [١٠٠ أ] أمركم (٤) فيهما بالضرب فخذوه وإن أمركم فيهما بالرجم فاحذروه فكتب يهود خيبر إلى يهود المدينة ، إلى كعب بن الأشرف ، وكعب ابن أسيد ، ومالك بن الضيف ، وأبى لبابة ، وبعثوا نفرا منهم ، فقالوا : سلوا لنا محمدا ـ عليهالسلام ـ عن الزانيين إذا أحصنا ما عليهما؟ فإن أمركم بالجلد فخذوا به والجلد : الضرب (٥) بحبل من ليف مطلى بالقار وتسود وجوههما ويحملان على حمار وتجعل وجوههما مما يلي ذنب الحمار فذلك التجبية (٦) (يَقُولُونَ) أى اليهود (إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا) أى إن أمركم بالرجم فاحذروه على ما فى أيديكم أن يسلبكموه. قال : فجاء كعب بن الأشرف ، ومالك بن الضيف ، وكعب بن أسيد ، وأبو لبابة إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالوا : أخبرنا عن الزانيين إذا أحصنا ما عليهما ، فأتاه جبريل ـ عليه
__________________
(١) فى أ : وامرأته ، ل : وامرأة.
(٢) فى أ : اختصما ، ل : أحصنا. وقد أورد هذه القصة ابن جرير ونقلها عنه السيوطي فى كتابه لباب النقول فى أسباب النزول : ٨٧. كما أوردها الواحدي فى أسباب النزول : ١١٢.
(٣) فى أ : بهذا ، ل : بهاذين.
(٤) فى أ : فإن أمركم.
(٥) الضرب : ساقطة من أ ، ومثبتة فى ل.
(٦) التجبية : أن يحمل الزانيان على الحمار ، ويقابل أقفيهما ويطاف بهما. انظر هذه القصة فى أسباب النزول للواحدي : ١١٢.
وسواء أكانت وجوههما مما يلي ذنب الحمار أو تقابلت أقفيهما فإن المقصود الإهانة فى كل.