فكان أول كلامه فرد ربه ـ عزوجل ـ : يرحمك الله لهذا خلقتك تسبح بحمدي وتقدس لي. فسبقت رحمته لآدم ـ عليهالسلام ـ (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) (١) ثم إن الله ـ تبارك وتعالى حشر الطير والدواب وهوام الأرض كلها فعلم آدم ـ عليهالسلام ـ أسماءها فقال : يا آدم هذا فرس ، وهذا بغل ، وهذا حمار ، حتى سمى له كل دابة ، وكل طير باسمه (ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ) ثم عرض أهل تلك الأسماء على الملائكة الذين هم فى الأرض (فَقالَ أَنْبِئُونِي) يعنى أخبرونى (بِأَسْماءِ هؤُلاءِ) يعنى دواب الأرض كلها (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ـ ٣١ ـ بأنى جاعل فى الأرض من يفسد فيها ويسفك الدماء (قالُوا) (٢) قالت الملائكة : (سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ـ ٣٢ ـ قال (٣) : حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثنا الهذيل ، قال : قال مقاتل : قال الله ـ عزوجل ـ : لهم كيف تدعون العلم فيما لم يخلق بعد ولم تروه وأنتم لا تعلمون من ترون (قالَ) الله ـ عزوجل ـ لآدم : (يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ) يقول أخبر الملائكة بأسماء دواب الأرض والطير كلها ففعل قال الله ـ عزوجل ـ : (فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ) ما يكون فى (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ) يعنى ما أظهرت الملائكة لإبليس من السمع والطاعة للرب (وَ) أعلم (ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) ـ ٣٣ ـ يعنى إبليس وحده ما كان أسر إبليس فى نفسه من المعصية لله ـ عزوجل ـ فى السجود لآدم ثم قال : (وَإِذْ) يعنى وقد (قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ) [٩ أ] الذين خلقوا من مارج من نار السموم (اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) وحده فاستثنى (٤) لم يسجد (أَبى وَاسْتَكْبَرَ) يعنى وتكبر عن السجود لآدم وإنما
__________________
(١) (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) : ساقط من أ.
(٢) (قالُوا) : ساقطة من أ.
(٣) هكذا فى أوفى ل : قال : قال مقاتل : قال الله.
(٤) بالأصل فاستثنا بالألف.