أمره الله ـ عزوجل ـ بالسجود لآدم لما علم الله منه فأحب أن يظهر ذلك للملائكة ما كان أسر فى نفسه (قالَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (وَكانَ) إبليس (مِنَ الْكافِرِينَ) ـ ٣٤ ـ الذين أوجب الله ـ عزوجل ـ لهم الشقاء (١) فى علمه فمن ثم لم يسجد (وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) يعنى حواء خلقا يوم الجمعة (وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ) يعنى ما (شِئْتُما) وإذا شئتما من حيث شئتما (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) يعنى السنبلة وهي الحنطة (فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) ـ ٣٥ ـ لأنفسكما (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها) يقول ـ سبحانه ـ فاستزلهما الشيطان عنها يعنى عن الطاعة وهو إبليس (فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ) من الخير فى الجنة (وَقُلْنَا اهْبِطُوا) منها يعنى آدم وحواء وإبليس بوحي منه فهبط آدم بالهند وحواء بجدة وإبليس بالبصرة وهي الأيلة (٢) وهبط آدم فى واد اسمه نوذ فى شعب يقال له سرنديب فاجتمع آدم وحواء بالمزدلفة فمن ثم جمع لاجتماعهما بها ثم قال : (بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) فإبليس لهما عدو وهما لإبليس عدو ثم قال : (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) ـ ٣٦ ـ يعنى بلاغا إلى منتهى آجالكم : الموت.
وهبط إبليس قبل آدم (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) بعد ما هبط إلى الأرض يوم الجمعة يعنى بالكلمات أن قال رب أكان هذا شيء كنت قدرته على قبل أن تخلقني فسبق لي به الكتاب أنى عامله وسبقت لي منك الرحمة ، حين خلقتني قال : نعم ، يا آدم قال : يا رب خلقتني بيدك فسويتنى ونفخت من روحك فعطست فحمدتك فدعوت لي برحمتك فسبقت رحمتك إلى غضبك قال : نعم ، يا آدم. قال : أخرجتنى من الجنة وأنزلتنى الأرض يا رب. إن تبت وأصلحت ترجعني إلى الجنة قال الله ـ عزوجل ـ له : نعم يا آدم فتاب آدم وحواء يوم الجمعة
__________________
(١) فى الأصل : الشقا بدون همزة.
(٢) فى أ : الأبلة ، بالباء.