الأنصارى من بنى سلمة بن جشم بن مالك ، ومالك بن دخشم الأنصارى ـ من بنى عوف بن الخزرج ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ : (قُلِ) لهم يا محمد : (الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ) (١) يقول : ليرد بعضكم على بعض الغنيمة (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) فى أمر الصلح (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ـ ١ ـ يعنى مصدقين بالتوحيد ، فأصلحوا ، ثم نعتهم فقال : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ) فى أمر الصلح (زادَتْهُمْ إِيماناً) يعنى تصديقا مع إيمانهم مع تصديقهم بما أنزل الله عليهم قبل ذلك من القرآن (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) ـ ٢ ـ يعنى وبه يثقون [١٤٢ أ] ، ثم نعتهم فقال : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) يعنى يتمون الصلاة : ركوعها ، وسجودها فى مواقيتها. (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ) من الأموال (يُنْفِقُونَ) ـ ٣ ـ فى طاعة ربهم (أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) لا شك فى إيمانهم كشك المنافقين (لَهُمْ) بذلك (دَرَجاتٌ) يعنى فضائل (عِنْدَ رَبِّهِمْ) فى الآخرة فى الجنة (وَمَغْفِرَةٌ) لذنوبهم (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) ـ ٤ ـ يعنى حسن فى الجنة. فلما نزلت هؤلاء الآيات قالوا : سمعنا وأطعنا لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فلم تقسم الغنيمة حتى رجع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى المدينة فقسم بينهم بالسوية ورفع الخمس منه ، قوله : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِ) وذلك أن عير كفار قريش جاءت من الشام تريد مكة فيها أبو سفيان بن حرب ، وعمرو بن العاص ، وعمرو بن هشام ، ومخرمة بن نوفل الزهري ، فى العير فبلغهم أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يريدهم
__________________
(١) ورد ذلك فى أسباب النزول للسيوطي : ١٠٤ ، ١٠٥ ، كما ورد فى أسباب النزول للواحدي : ١٣٢.