ما كان للرحمن (١) ولد ففطن لها النضر فقال : (وَإِذْ قالُوا) (٢) (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا) ما يقول محمد (هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ) يعنى القرآن (فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) ـ ٣٢ ـ يعنى وجيع فأنزل الله (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ) يعنى أن يعذبهم (وَأَنْتَ فِيهِمْ) بين أظهرهم حتى يخرجك عنهم كما أخرجت الأنبياء عن قومهم (وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ـ ٣٣ ـ يعنى يصلون لله كقوله : (وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (٣) يعنى يصلون ، وذلك أن نفرا من بنى عبد الدار قالوا : إنا نصلى عند البيت فلم يكن الله ؛ ليعذبنا ونحن نصلى ، له ثم قال : (وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ) إذ لم يكن نبى ولا مؤمن بعد ما خرج النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى المدينة من أهل مكة (وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) المؤمنين (وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ) يعنى أولياء الله (إِنْ أَوْلِياؤُهُ) يعنى ما أولياء الله (إِلَّا الْمُتَّقُونَ) الشرك يعنى المؤمنين أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ـ ٣٤ ـ يقول أكثر أهل مكة لا يعلمون توحيد الله ـ عزوجل ـ وأنزل الله ـ عزوجل ـ فى قول النضر أيضا حين قال : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) يعنى وجيع. «أنزل (٤)»
__________________
(١) أراد النضر أن يجعل إن شرطية. فقال له الوليد بن المغيرة إنها نافية بمعن «ما كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين لله».
(٢) (وَإِذْ قالُوا) : ساقطة من أ ، ل.
(٣) سورة الذاريات : ١٨.
(٤) زيارة لتوضيح المعنى : لأن المعنى أنزل الله فى قول النضر : «اللهم ...» ، (سَأَلَ سائِلٌ ...).
تفسير مقاتل ـ ٨