(سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ...) إلى آيات منها (١). ثم أخبر عن صلاتهم عند البيت فقال : (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ) يعنى عند الكعبة الحرام (إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) يعنى بالتصدية الصفير والتصفية ، وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان إذا صلى فى المسجد الحرام قام رجلان من بنى عبد الدار ابن قصى من المشركين عن يمين النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فيصفران كما يصفر المكاء ، يعنى به طيرا اسمه المكاء ، ورجلان عن يسار النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فيصفقان بأيديهما ليخلطا على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ صلاته وقراءته فقتلهم الله ببدر هؤلاء الأربعة ولهم يقول الله ولبقية بنى عبد الدار : (فَذُوقُوا الْعَذابَ) يعنى القتل ببدر (بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) ـ ٣٥ ـ بتوحيد الله ـ عزوجل ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ) وذلك أن رؤوس كفار قريش استأجروا رجالا من قبائل العرب أعوانا لهم على قتال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فأطعموا أصحابهم كل يوم عشر جزائر (٢) ويوما تسعة (٣). فنزلت : «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ» (لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) يعنى عن دين الله (فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً) يعنى ندامة (ثُمَّ يُغْلَبُونَ) يقول تكون عليهم أموالهم التي أنفقوها ندامة على إنفاقهم ثم يهزمون [١٤٥ ب] ثم أخبر بمنزلتهم فى الآخرة فقال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بتوحيد الله (إِلى جَهَنَّمَ)
__________________
(١) يشير إلى الآيات الأولى من سورة المعارج وهي (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ، لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ، مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ ، تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ، إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً) الآيات من ١ ـ ٧ سورة المعارج.
(٢) جمع جزور ، ويجمع جزور على جزر أيضا.
(٣) وفى أ : ويوم تسعة ، ل : ويوما تسعة ، والمقصود أن كفار مكة كانوا يطعمون الجيش يوما عشر جزر ويوما تسعة جزر.