جمع بينكم وبين عدوكم على غير ميعاد أنتم ومشركو مكة (لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً) فى علمه (كانَ مَفْعُولاً) يقول : أمرا لا بد كائنا ليعز الإسلام وأهله ، ويذل الشرك وأهله (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى) بالإيمان (مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) ـ ٤٢ ـ (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ) يا محمد فى التقديم (فِي مَنامِكَ قَلِيلاً) وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ رأى فى المنام أن العدو قليل قبل أن يلتقوا فأخبر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أصحابه بما رأى ، فقالوا (١) : رؤيا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حق والقوم قليل فلما التقوا ببدر قلل الله المشركين فى أعين الناس ، لتصديق رؤيا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم قال : (وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً) حين عاينتموهم (لَفَشِلْتُمْ) يعنى لجبنتم وتركتم الصف (وَلَتَنازَعْتُمْ) يعنى واختلفتم (فِي الْأَمْرِ وَلكِنَّ اللهَ سَلَّمَ) يقول أتم المسلمون أمرهم على عدوهم فهزموهم ببدر (إِنَّهُ) الله (عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) ـ ٤٣ ـ عليم بما فى قلوب المؤمنين من أمر عدوهم (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ) يا معشر المسلمين (فِي أَعْيُنِهِمْ) يعنى فى أعين المشركين وذلك حين التقوا ببدر قلل الله العدو فى أعين المؤمنين وقلل المؤمنين فى أعين المشركين ليجترئ بعضهم على بعض فى القتال (لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً) فى علمه (كانَ مَفْعُولاً) ليقضى الله أمرا لا بد كائنا ليعز الإسلام بالنصر ويذل أهل الشرك بالقتل والهزيمة (وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) ـ ٤٤ ـ يقول مصير الخلائق إلى الله ـ عزوجل ـ فلما رأى عدو الله ـ أبو جهل ـ قلة المؤمنين ببدر قال : والله لا يعبد الله بعد اليوم فكذبه الله ـ عزوجل ـ
__________________
(١) فى أ : قالوا.