فذلك قوله : (حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ـ ٥٣ ـ ثم قال : (كَدَأْبِ) يعنى كأشباه (آلِ فِرْعَوْنَ) وقومه فى الهلاك ببدر (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) يعنى الذين قبل آل فرعون من الأمم الخالية (كَذَّبُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ) يعنى بعذاب ربهم فى الدنيا بأنه غير نازل بهم (فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ) يقول : فعذبناهم بذنوبهم فى الدنيا وبكفرهم وبتكذيبهم (وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌ) يعنى آل فرعون والأمم الخالية الذين كذبوا فى الدنيا (كانُوا ظالِمِينَ) ـ ٥٤ ـ يعنى مشركين (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى بتوحيد الله (فَهُمْ) يعنى بأنهم (لا يُؤْمِنُونَ) ـ ٥٥ ـ وهم يهود قريظة فمنهم حيى ابن أخطب اليهودي ، وإخوته ، ومالك بن الضيف ، ثم أخبر عنهم فقال : (الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ) يا محمد (ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ) وذلك أن اليهود نقضوا العهد الذي كان بينهم وبين النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأعانوا مشركي مكة بالسلاح على قتال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأصحابه ثم يقولون نسينا وأخطأنا ، ثم يعاهدهم الثانية فينقضون العهد فذلك قوله : (ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ) يعنى «في كل» (١) عام مرة (وَهُمْ لا يَتَّقُونَ) ـ ٥٦ ـ نقض العهد (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ) يقول فإن أدركتهم فى الحرب يعنى القتال فأسرتهم (فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ) يقول نكل بهم لمن بعدهم من العدو وأهل عهدك (لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) ـ ٥٧ ـ يقول لكي يذكروا النكال فلا ينقضون العهد ، ثم قال : (وَإِمَّا تَخافَنَ) يقول وإن تخافن (٢) (مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً) يعنى بالخيانة نقض العهد (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ)
__________________
(١) (فِي كُلِّ) : زيادة من ل ، وليست فى أ.
(٢) فى ل : «وإن ما تخافن» ، أ : «وإن تخافن».