أطاعوهم (مِنْ دُونِ اللهِ وَ) اتخذوا (الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ) ربا يقول (وَما أُمِرُوا) يعنى وما أمرهم عيسى (إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً). وذلك أن عيسى قال لبنى إسرائيل ـ فى سورة مريم (١) ـ وفى حم الزخرف (٢) ـ : (إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) (٣).
فهذا قول عيسى لبنى إسرائيل ، ثم قال : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) ـ ٣١ ـ نزه نفسه عما قالوا من البهتان ، ثم أخبر عنهم فقال : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ) يعنى دين الإسلام بألسنتهم بالكتمان (وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ) يعنى يظهر دينه الإسلام (وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) ـ ٣٢ ـ أهل الكتاب : بالتوحيد (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ) يعنى محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ) يعنى دين الإسلام لأن غير دين الإسلام باطل (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) يقول ليعلو بدين الإسلام على كل دين [١٥٣ ب](وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ـ ٣٣ ـ يعنى مشركي العرب (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ) يعنى اليهود (وَالرُّهْبانِ) يعنى مجتهدي النصارى (لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ) يعنى أهل ملتهم وذلك أنهم
__________________
(١) يشير إلى الآية ٣٦ من سورة مريم وتمامها (وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ).
(٢) يشير إلى الآية ٦٤ من سورة الزخرف وتمامها (إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ).
(٣) هذه الآية ٦٤ من سورة الزخرف ـ أما آية مريم : ٣٦ فتبدأ بقوله (وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) والثابت فى أ : (اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) إن الله ربى وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم.