ـ ٧٦ ـ (فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ) يعنى إلى يوم القيامة (بِما أَخْلَفُوا اللهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ) ـ ٧٧ ـ لقوله «لئن آتانا الله» يعنى أعطانى الله ، لأصدقن ولأفعلن ، ثم لم يفعل (١). ثم ذكر أصحاب العقبة فقال : (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ) يعنى الذي أجمعوا عليه من قتل النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَأَنَّ اللهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) ـ ٧٨ ـ ثم نعت المنافقين فقال : (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ) وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أمر الناس بالصدقة وهو يريد غزاة تبوك وهي غزاة العسرة فجاء عبد الرحمن بن عوف الزهري بأربعة آلاف درهم كل درهم مثقال ، فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أكثرت يا عبد الرحمن بن عوف ، هل تركت لأهلك شيئا؟ قال : يا رسول الله مالي ثمانية آلاف أما أربعة آلاف فأقرضتها ربى ، وأما أربعة آلاف (٢) الأخرى فأمسكتها لنفسي ، فقال له النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت ، فبارك الله فى مال عبد الرحمن حتى أنه يوم مات بلغ ثمن ماله لامرأتيه ثمانين ومائة ألف ، لكل امرأة تسعون ألفا ، وجاء أصم بن عدى الأنصارى من بنى عمرو بن عوف بسبعين وسقا من تمر وهو حمل بعير فنثره فى الصدقة واعتذر إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من قلته وجاء أبو عقيل [١٥٨ أ] بن قيس الأنصارى من بنى عمرو (٣) بصاع فنثره فى الصدقة ، فقال : يا نبى الله ، بت ليلتي أعمل
__________________
(١) ورد ذلك فى لباب النقول فى أسباب النزول للسيوطي : ١٢٠ ـ ١٢١ ، كما ورد فى أسباب النزول للواحدي : ١٤٥ ـ ١٤٦.
(٢) فى أ : الألف.
(٣) فى أ : عمر ، ل : عمرو.