فى النخل أجر بالجرين على صاعين ، فصاع أقرضته ربى ، وصاع تركته لأهلى ، فأحببت أن يكون لي نصيب فى الصدقة ، ونفر من المنافقين جلوس فمن جاء بشيء كثير ، قالوا : مراء (١). ومن جاء بقليل ، قالوا : كان هذا أفقر إلى ماله. وقالوا لعبد الرحمن ، وعاصم : ما أنفقتم إلا رياء وسمعة. وقالوا لأبى عقيل : لقد كان الله ورسوله غنيين عن صاع أبى عقيل. فسخروا وضحكوا منهم فأنزل الله ـ عزوجل ـ (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ) يعنى يطعنون ، يعنى معتب بن قيس ، وحكيم بن زيد (٢) (الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ) يعنى عبد الرحمن بن عوف ، وعاصم (وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ) يعنى أبا عقيل (فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ) يعنى من المؤمنين (سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ) يعنى سخر الله من المنافقين فى الآخرة (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ـ ٧٩ ـ يعنى وجيع نظيرها (إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ) (٣) يعنى سخر الله من المنافقين (٤) ، (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ) يعنى المنافقين (أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) ـ ٨٠ ـ قال عمر بن الخطاب : لا تستغفر لهم بعد ما نهاك الله عنه. فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : يا عمر أفلا أستغفر لهم إحدى وسبعين مرة ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (٥) من شدة غضبه عليهم فصارت الآية التي
__________________
(١) فى أ : مرأى.
(٢) ورد ذلك فى أسباب النزول للواحدي : ١٤٦ ـ ١٤٧ كما ورد فى لباب النقول للسيوطي : ١٢١.
(٣) سورة هود : ٣٨.
(٤) فى أ : كرر هذه الجملة مرتين ولعل أحدهما زائدة.
(٥) سورة المنافقون : ٦.