وعبد الرحمن بن كعب من بنى النجار (١) ، هؤلاء الستة (٢) من الأنصار وعبد الله بن معقل (٣) المزني ويكنى أبا ليلى (٤) عبد الله. وذلك أنهم أتوا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالوا : احملنا فإنا لا نجد ما نخرج عليه. فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : لا أجد ما أحملكم عليه «تولوا» انصرفوا من عنده وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون ، ثم عاب أهل السعة فقال : (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ) يعنى مع النساء بالمدينة وهم المنافقون (وَطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) يعنى وختم على قلوبهم بالكفر يعنى المنافقين (فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ـ ٩٣ ـ ثم أخبر عنهم فقال : (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ) من غزاتكم يعنى عبد الله بن أبى (قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ) يعنى لن نصدقكم بما تعتذرون (قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ) يقول قد أخبرنا الله عنكم وعن ما قلتم حين قال لنا : (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالاً) يعنى إلا عيا (وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ) (٥) فهذا الذي نبأنا الله من أخباركم ، ثم قال : (وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) فيما تستأذنون (ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) يعنى شهادة كل نجوى (فَيُنَبِّئُكُمْ) فى الآخرة (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ـ ٩٤ ـ فى الدنيا (سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ) يعنى إذا رجعتم (إِلَيْهِمْ) إلى المدينة
__________________
(١) فى أ : الحارث ، ل : النجار.
(٢) فى أ : سبعة ، والمذكور سنة فقط غير أنه فى ل ذكر مع الستة كلمة ، والحارثة ، بدون إعجام.
(٣) فى أ : مفضل ، ل : معقل.
(٤) فى أ : أبا الليل ، ل : أبا ليلى.
(٥) سورة التوبة : ٤٧.