(قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا) يعنى لا يحسبون (١) لقاءنا يعنى البعث (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا) ليس فيه قتال (أَوْ بَدِّلْهُ) فأنزل الله ـ عزوجل ـ (قُلْ) يا محمد : (ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) ـ ١٥ ـ وذلك أن الوليد بن المغيرة وأصحابه أربعين رجلا أحدقوا بالنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ليلة حتى أصبح فقالوا : يا محمد ، اعبد اللات والعزى ولا ترغب عن دين آبائك فإن كنت فقيرا جمعنا لك من أموالنا ، وإن كنت خشيت أن تلومك العرب ، فقل : إن الله أمرنى بذلك ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ : «قل» يا محمد (أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ ...) إلى قوله : (... بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ) يعنى فوحد (وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (٢) على الرسالة والنبوة ، وأنزل الله ـ عزوجل ـ (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ) يعنى محمد فزعم أنى أمرته بعبادة اللات والعزى (لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ) يعنى بالحق (ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) (٣) وهو الحبل المعلق به القلب ، وأنزل الله ـ تعالى ـ (قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (٤) ثم قال لكفار مكة : (قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ) يعنى ما قرأت هذا القرآن (عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ) يقول ولا أشعركم بهذا القرآن (فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً) طويلا أربعين سنة (مِنْ قَبْلِهِ) من قبل هذا القرآن فهل سمعتموني أقرأ شيئا عليكم (أَفَلا) يعنى فهلا (تَعْقِلُونَ) ـ ١٦ ـ أنه ليس منقول منى ولكنه وحى من الله إلى (فَمَنْ أَظْلَمُ)
__________________
(١) أى لا يحسبون لقاءنا واقعا. أى لا يؤمنون بالبعث.
(٢) سورة الزمر : ٦٤ ، ٦٥ ، ٦٦.
(٣) سورة الحاقة : ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٦.
(٤) سورة الأنعام : ١٥ ، سورة الزمر : ١٣.