يعنى فمن أشدّ ظلما لنفسه (مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) فزعم أن مع الله آلهة أخرى (أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) يعنى بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وبدينه (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ) ـ ١٧ ـ يعنى إنه لا ينجّى (١) الكافرون من عذاب الله ـ عزوجل ـ (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُمْ) إن تركوا عبادتهم (وَلا يَنْفَعُهُمْ) إن عبدوها ، وذلك أن أهل الطائف عبدوا اللات ، وعبد أهل مكة العزى ، ومناة ، وهبل ، وأساف ونائلة لقبائل قريش ، وود لكلب بدومة الجندل ، وسواع لهذيل ، ويغوث لبنى غطيف من مراد بالجرف من سبأ ، ويعوق لهمذان ببلخع (٢) ، ونسر لذي الكلاع من حمير. قالوا : نعبدها لتشفع لنا يوم القيامة [١٦٥ ا] فذلك قوله : (وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) ـ ١٨ ـ (وَما كانَ النَّاسُ) فى زمان آدم ـ عليهالسلام ـ (إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً) يعنى ملة واحدة مؤمنين لا يعرفون الأصنام والأوثان ثم اتخذوها (٣) بعد ذلك فذلك قوله : (فَاخْتَلَفُوا) بعد الإيمان (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) قبل الغضب لأخذناهم عند كل ذنب ، فذلك قوله : (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) ـ ١٩ ـ يعنى فى اختلافاتهم بعد الإيمان.
(وَيَقُولُونَ لَوْ لا) يعنى هلا (أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) مما سألوا يعنى فى بنى إسرائيل.
__________________
(١) فى أ : لا ينجو ، ل : لا ينجى.
(٢) فى أ : ببلخع ، ل : ببلخع ، م : ببلح.
(٣) فى أ : اتخذوا.