(وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) (١) يعنى لن نصدقك حتى تخرج لنا نهرا فقد أعيينا من ميح الدلاء من زمزم ومن رءوس الجبال ، وإن أبيت هذا فلتكن لك خاصة (جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ ...) إلى قوله (... كِسَفاً) حين قال إن (نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ) (٢) يعنى قطعا (أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ) عيانا فننظر إليه (وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً ، أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ) يعنى من الذهب (أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ) يعنى أو تضع سلما فتصعد إلى السماء (وَلَنْ) (نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ). يقول ، ولسنا نصدقك حتى تأتى بأربعة أملاك يشهدون أن هذا الكتاب من رب العزة ، وهذا قول عبد الله بن أبى أمية بن المغيرة ، فأنزل الله فى قوله : (أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ) عيانا فننظر إليه.
(أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ) (٣) إذ قالوا (أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً) (٤) وأنزل الله فيها (٥) : (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً) (٦). لقوله : (كِتاباً نَقْرَؤُهُ) (٧). وأنزل الله :
__________________
(١) يشير إلى الآيات ٩٠ ، ٩١ ، ٩٢ ، ٩٣ من سورة الإسراء وتمامها :
(وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ، أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً ، أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً ، أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً.)
(٢) سورة سبأ : ٩.
(٣) سورة البقرة : ١٠٨.
(٤) سورة النساء : ١٠٣.
(٥) أى : فى مقالة عبد الله بن المغيرة : ـ أو تأتى بالله.
(٦) سورة المدثر : ٥٢.
(٧) أى لقول عبد الله بن المغيرة (وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ) الإسراء : ٩٣.