فما شيء يفعل بالمرأة إلا وفعلته بها إلا أنى لم أجامعها فنزلت (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ ...) إلى آخر الآية. ثم عمد الرجل فصلى المكتوبة وراء النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فلما انصرف النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال له : أليس قد توضأت وصليت معنا. قال : بلى. قال : فإنها كفارة لما صنعت ثم قال : (ذلِكَ) الذي ذكره من الصلاة طرفي النهار ، وزلفى من الليل من الصلاة (ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) ـ ١١٤ ـ كقوله لموسى : (وأقم الصلاة لذكرى) (وَاصْبِرْ) يا محمد على الصلاة (فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) ـ ١١٥ ـ يعنى جزاء المخلصين (فَلَوْ لا كانَ) يعنى لم يكن (مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ) يعنى الشرك (فِي الْأَرْضِ) يقول لم يكن من القرون من ينهى عن المعاصي فى الأرض بعد الشرك ، ثم استثنى فقال : (إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ) يعنى مع الرسل من العذاب ، مع الأنبياء. فهم الذين كانوا ينهون عن الفساد فى الأرض (وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا) يقول وآثر الذين ظلموا دنياهم (ما أُتْرِفُوا فِيهِ) يعنى ما أعطوا فيه من دنياهم على آخرتهم (وَكانُوا مُجْرِمِينَ) ـ ١١٦ ـ يعنى الأمم الذين كذبوا فى الدنيا (وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ) يعنى ليعذب فى الدنيا (الْقُرى بِظُلْمٍ) يعنى على غير ذنب يعنى القرى التي ذكر الله ـ تعالى ـ فى هذه السورة الذين عذبهم الله وهم قوم نوح ، وعاد ، [١٧٧ ب] وثمود ، وقوم إبراهيم ، وقوم لوط ، وقوم شعيب ، ثم قال : (وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ) ـ ١١٧ ـ يعنى مؤمنون يقول لو كانوا مؤمنين ما عذبوا (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً) يعنى على ملة الإسلام وحدها ، ثم قال (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ) ـ ١١٨ ـ يقول لا يزال أهل الأديان مختلفين
__________________
(١) سورة طه : ١٤ وتمامها (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي).