بمصر لأنهما لو قالا : إنا وجدناه أو اشتريناه سألوهما الشركة فيه (وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ) ـ ١٩ ـ يعنى بما يقولون من الكذب (١).
يقول الله تعالى : (وَشَرَوْهُ) يعنى وباعوه (بِثَمَنٍ بَخْسٍ) بثمن حرام لا يحل لهم بيعه لأنه حر وثمن الحر حرام وبيعه حرام (٢) (دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) وهي عشرون درهما وكانت العرب تبايع بالأقل فإذا كانت أربعين فهي أوقية وما كان دون الأربعين فهي دراهم معدودة (وَكانُوا فِيهِ) يعنى الذين باعوه كانوا فى يوسف (مِنَ الزَّاهِدِينَ) ـ ٢٠ ـ حين باعوه ولم يعلموا منزلة يوسف عند الله. ومن أبوه. ولو علموا ذلك ما باعوه فانطلق القوم حتى أتوا به مصر فبينا هو قريب منها إذ مر براكب منها يقال له : مالك بن دعر اللخمي (٣) ، قال له يوسف : أين تريد أيها الراكب؟ قال : أريد أرض كنعان. قال : إذا أتيت كنعان فأت الشيخ يعقوب [١٨٠ ا] فأقرئه السلام ، وصفني له وقل له : إنى لقيت غلاما بأرض مصر. ووصفه له ، وهو يقرئك السلام ، فبكى يعقوب ـ عليهالسلام ـ ثم قال : هل لك إلى الله حاجة. قال : نعم عندي امرأة وهي من أحب الخلائق إلى لم تلد منى ولدا قط ، فوقع يعقوب ساجدا فدعا الله فولد له أربعة وعشرون ذكرا وكان يوسف ـ عليهالسلام ـ بأرض مصر فأنزل الله عليهم البركة ثم باعه
__________________
(١) من ل. وفى أ : «والله عليم بما يقولون» من الكذب.
(٢) فى حاشية أ : يقال إنه لم يكن فيما تقدم أحد من بنى آدم يباع إلا البهائم.
(٣) الذي أدلى الدلو فتعلق به يوسف هو مالك بن دعر بن مدين بن إبراهيم.
ولعله بعد أن باع يوسف توجه راكبا إلى أرض كنعان فحمله يوسف السلام إلى والده يعقوب.
والدليل أنهما شخص واحد : البائع ومن بلغ السلام ، أن دعوة يوسف لمالك كانت أن يرزقه الله ولدا. وكذلك كانت دعوة يعقوب له.