فمن هناك تئود اليهود إذا قرءوا التوراة (وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ) وهي العير وقالوا : رفقة من العرب فنزلوا على البئر يريدون مصر (فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ) فبعثوا رجلين مالك بن دعر ، وعود بن عامر ، إلى الماء (فَأَدْلى) أحدهم (دَلْوَهُ) واسمه مالك بن دعر بن مدين بن إبراهيم خليل الرحمن فتعلق يوسف بالدلو فصاح مالك (قالَ) فقال : يا عود للذي يسقى (١) ، وهو عود بن عامر بن الدرة (٢) ابن حزام (يا بُشْرى) يقول : يا مالك أبشر (٣) (هذا غُلامٌ) والجب بواد فى أرض الأردن يسمى ادنان (٤).
فبكى يوسف ـ عليهالسلام ـ وبكى الجب لبكائه وبكى مد صوته من الشجر ، والمدر ، والحجارة ، وكان إخوته لما دلوه فى البئر (٥) تعلق يوسف فى شفة البئر فعمدوا إليه فخلصوا قميصه وأوثقوا يده فقال : يا إخوتاه ردوا على القميص أتوارى به فى البئر. فقالوا (٦) له : ادع الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر يؤنسونك. فلما انتصف فى الجب ألقوه حتى وقع فى البئر فأدلوه فى قعرها فأراد أن يموت فدفع الله عنه. ودعا يوسف ربه حين أخرجه مالك أن يهب لمالك ولدا فولد له أربعة وعشرون ولدا قوله : (وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً) يعنى أخفوه من أصحابهم الذين مروا على الماء فى الرفقة وقالوا : هو بضاعة لأهل الماء نبيعه لهم
__________________
(١) من ا ، وفى ل : الذي يستقى.
(٢) فى أ : المدرة ، ل : الدرة.
(٣) من : ل ، وفى أ : يقول ما البشرى.
(٤) فى ل : والجب بأرض الأردن فى واد يسمى إدمان.
(٥) من : ل ، ا.
(٦) فى ا : فقال.