وأما أبى فأضجع للذبح ففداه الله بذبح عظيم ، وأما أنا فبليت بفقد حبيبي وقرة عيني يوسف.
قال : فلما وصلوا إليه أوصلوا كتابه فلما قرأ كتابه انتحب ، فقيل له : كأنك صاحب الكتاب. قال : أجل ، فذلك قوله (لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) ثم تعرف إليهم فعرفوه.
(وَجاؤُ أَباهُمْ) يعقوب (عِشاءً يَبْكُونَ) ـ ١٦ ـ صلاة العتمة (قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ) يعنى نتصيد (وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا) ليحفظه (فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا) يعنى بمصدق لنا (وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ) ـ ١٧ ـ بما تقول (وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ) يعنى على قميص يوسف (بِدَمٍ كَذِبٍ) وذلك أنهم حين ألقوه فى البئر انتزعوا ثيابه وهو قميصه ثم عمدوا إلى سخلة فذبحوها على القميص ليروا أباهم يعقوب ، فلما رأى أباهم القميص صحيحا اتهمهم وكان لبيبا عاقلا فقال : ما أحلم (١) هذا السبع حين خلع القميص [١٧٩ ب] كراهية أن يتمزق (٢) ثم بكى ف (قالَ بَلْ سَوَّلَتْ) يقول بل زينت (لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً) وكان الذي أردتم هو منكم (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) يعنى صبري صبرا حسنا لا جزع فيه (وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ) ـ ١٨ ـ يقول بالله أستعين على ما تقولون حين تزعمون أن الذئب أكله. فبكى عليه يعقوب ـ عليهالسلام ـ حتى امتنع عن النوم ومن أهل بيته (٣) فكان يبكى ويئود
__________________
(١) من : ل ، وفى أ : هلا حلم.
(٢) من : ل ، وفى أ : يتخرق.
(٣) هكذا فى : ا ، ل.