فلقيت من إخوتى ما لقيت ، وأحبتنى امرأة العزيز فلقيت من حبها ما لقيت فلا حاجة لي فى حب أحد إلا فى إلهى الذي فى السماء. قال : أخبرنى من أنت؟ قال : أنا يوسف ـ نبى الله ـ ابن يعقوب ـ صفى الله ـ ابن إسحاق ـ ذبيح الله ـ ابن إبراهيم خليل الله. وكان يوسف فى السجن يؤنس الحزين ويطمئن الخائف ويقوم على المريض ويعبر لهم الرؤيا ورقى إلى الملك أن غلامه الخباز يريد أن يجعل فى طعامه سما ورقى إليه فى غلامه الساقي مثل ذلك فذلك قوله : (وَدَخَلَ مَعَهُ) «السِّجْنَ (١)» (فَتَيانِ) الخباز والساقي اسم أحدهما شرهم أقم (٢) وهو الساقي ، واسم الخباز شرهم أشم (قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي) فى المنام كأنى (أَعْصِرُ خَمْراً) يعنى عنبا قال كأنى دخلت البستان فإذا فيه أصل كرم وعليه ثلاث عناقيد فكأنى أعصرهن وأسقى الملك (وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي) رأيت فى المنام (٣) كأنى (أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً) ثلاث سلال وأعلاهن جفنة من خبز فوق رأسى مثل قوله : فاضربوا فوق الأعناق» (٤) ومثل قوله : (اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ) (٥) يعنى أعلى الأرض (تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ) يقول أخبرنا بتفسير ما رأينا فى المنام (إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) ـ ٣٦ ـ وكان إحسانه فى السجن أنه كان يعود مرضاهم [١٨١ ب] ويداويهم ويعزى مكروبهم ورآه متعبدا لربه فهذا إحسانه (قالَ)
__________________
(١) ساقط من الأصل.
(٢) هكذا فى أ ، ل.
(٣) مكررة فى : أ.
(٤) سورة الأنفال : ١٢.
(٥) سورة إبراهيم : ٢٦.