الخصب. هذا من قول يوسف وليس من رؤيا الملك فرجع الرسول فأخبره فعجب (وَقالَ الْمَلِكُ) واسمه الريان بن الوليد : (ائْتُونِي بِهِ) يعنى بيوسف (فَلَمَّا جاءَهُ الرَّسُولُ) يعنى رسول الملك وهو الساقي (قالَ) له (ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ) يعنى سيدك (فَسْئَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ) الخمس (اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَ) يعنى حززن أصابعهن بالسكين (إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَ) يعنى بقولهن (عَلِيمٌ) ـ ٥٠ ـ حين قلن ما يمنعك أن تقضى لها حاجتها ، أراد يوسف ـ عليهالسلام ـ أن يستبين عذره عند الملك قبل أن يخرج من السجن ولو خرج يوسف حين أرسل إليه الملك قبل أن يبرئ نفسه لم يزل متهما فى نفس الملك فمن ثم (قالَ ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ فَسْئَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ) فيشهدن أن امرأة العزيز قالت : «لقد راودته عن نفسه فاستعصم» (١) فلما سألهن الملك (قالَ) لهن : (ما خَطْبُكُنَ) يعنى ما أمركن كقوله : «ما خطبكم أيها المرسلون» (٢) يعنى ما أمركم (إِذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ) وذلك أنهن قلن حين خرج عليهن يوسف من البيت (٣) ما عليك أن تقضى لها حاجتها فأبى عليهن فرددن على الملك (قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ) يعنى معاذ الله (ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ) يعنى الزنا فلما سمعت زليخا قول النسوة. (قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ) عند ذلك (الْآنَ حَصْحَصَ) يعنى الآن تبين (الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ) يوسف (لَمِنَ الصَّادِقِينَ) ـ ٥١ ـ [١٨٣ ا] فى قوله فأتاه الرسول فى السجن فأخبره بقول النسوة عند الملك قال يوسف :
__________________
(١) سورة يوسف : ٣٢.
(٢) سورة الحجر : ٥٧ ، وسورة الذاريات : ٣١.
(٣) فى ل زيادة : فى الفيطور وهي الخزانة. وفى ا زيادة : يعنى القيطون وهي الخزانة.