موحدين (لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) ـ ٢٩ ـ يعنى كما خلقكم سعداء وأشقياء كذلك تعودون (فَرِيقاً هَدى) لدينه (وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ) يعنى أربابا (مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) ـ ٣٠ ـ أنهم على الهدى ، ثم قال يعنيهم : (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) فى كنيسة ، أو بيعة ، أو غيرها (وَكُلُوا) من الحرث والأنعام (وَاشْرَبُوا) من الألبان (وَلا تُسْرِفُوا) يقول : ولا تشركوا الآلهة فى تحريم الحرث ، والأنعام ، والثياب ، والألبان ، مما (١) هو حل لكم (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) ـ ٣١ ـ يعنى المشركين (قُلْ) لهم : (مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ) يعنى الثياب (الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ) يعنى الحلال (مِنَ الرِّزْقِ) يعنى الحرث ، والأنعام والألبان ، (قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) يقول أشرك فى الطيبات فى الدنيا المؤمن ، والكافر ، وهي خالصة للمؤمنين يوم القيامة (كَذلِكَ نُفَصِّلُ) يقول هكذا نبين (الْآياتِ) يعنى أمور ما ذكر فى هذه الآية (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) ـ ٣٢ ـ بتوحيد الله ، ثم أخبرهم بما حرم الله فقال : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ) يعنى الزنا (ما ظَهَرَ مِنْها) يعنى العلانية (وَما بَطَنَ) فى السر وكانوا يتكرمون «عن الزنا فى (٢)» العلانية ويفعلوه فى السر ، وحرم شرب الخمر (وَالْإِثْمَ) والمعاصي (وَالْبَغْيَ) يعنى ظلم الناس (بِغَيْرِ الْحَقِ) إلا أن يقتص منه بحق (وَ) حرم (أَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) يعنى كتابا فيه حجتكم بأن معه شريكا (وَ) حرم (أَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ) بأنه حرم الحرث والأنعام والألبان والثياب (ما لا تَعْلَمُونَ)
__________________
(١) فى أ : ما.
(٢) ما بين الأقواس «...» ساقط من : أ ، والمثبت فى : ل.