وكان أهل مصر يبيعون الطعام على عدة الرجال ولا يبيعون على عدة الدواب وكان الطعام عزيزا (١) فذلك قوله (وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ) من أجله (ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ) ـ ٦٥ ـ سريع لا حبس فيه (قالَ) أبوهم : (لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ) يعنى تعطوني عهدا من الله (لَتَأْتُنَّنِي بِهِ) يعنى بنيامين ولا تضيعوه كما ضيعتم أخاه يوسف (إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ) يعنى يحيط بكم الهلاك فتهلكوا جميعا (فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ) يعنى عهدهم (قالَ) يعقوب : (اللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ) ـ ٦٦ ـ يعنى شهيدا بيني وبينكم نظيرها فى القصص «والله على ما نقول وكيل» (٢) فلما سرح بنيامين معهم خشي عليهم العين وكان بنوه لهم جمال وحسن (وَقالَ يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا) مصر (مِنْ بابٍ واحِدٍ) يعنى من طريق واحد (وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ) من طرق شتى ثم قال : (وَما أُغْنِي عَنْكُمْ) إذا جاء قضاء الله (مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) يعنى ما القضاء إلا لله (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) يقول به أثق (وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) ـ ٦٧ ـ يعنى به فليثق الواثقون (وَلَمَّا دَخَلُوا) مصر (مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ) من طرق شتى أخذ كل واحد منهم فى طريق على حدة (٣). يقول الله تعالى : (ما كانَ) يعقوب (يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها) [١٨٤ ا] كقوله «ولا يجدون في صدورهم
__________________
(١) فى الأصل : عزيز.
(٢) سورة القصص : ٢٨ وتمامها (قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ).
(٣) على حدة : فى أ ، وليست فى ل.