حاجة» (١) وهذا من كلام العرب يعنى إلا أمرا شجر فى نفس يعقوب (وَإِنَّهُ) يعنى أباهم (لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ) لأن الله ـ تعالى ـ علمه أنه لا يصيب بنيه إلا ما قضى الله عليهم (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ـ ٦٨ ـ (وَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَخاهُ) يعنى ضم إليه أخاه (قالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) ـ ٦٩ ـ يقول فلا تحزن بما سرقوك ، وجاءوا بالدراهم التي كانت فى أوعيتهم فردوها إلى يوسف ـ عليهالسلام ـ (فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ) يقول فلما قضى فى أمر الطعام حاجتهم (جَعَلَ السِّقايَةَ) وهي الإناء الذي يشرب به الملك (فِي رَحْلِ أَخِيهِ) بنيامين (ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ) يعنى نادى مناد ، اسمه بعرايم بن بربرى ، من فتيان يوسف : (أَيَّتُهَا الْعِيرُ) يعنى الرفقة (إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) ـ ٧٠ ـ فانقطعت ظهورهم وساء ظنهم ف (قالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ) فيها تقديم (٢) يقول وأقبلوا على المنادى ثم قالوا : (ما ذا تَفْقِدُونَ) ـ ٧١ ـ (قالُوا) (٣) المنادى «ومن معه» لإخوة يوسف : (نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ) يعنى إناء الملك وكان يكال به كفعل أهل العساكر (وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ) يعنى وقر بعير (وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) ـ ٧٢ ـ يعنى به كفيل ، فرد الإخوة القول على المنادى (قالُوا تَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ) يعنى أرض مصر بالمعاصي (وَما كُنَّا سارِقِينَ)
__________________
(١) سورة الحشر : ٩ وتمامها (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
(٢) أى أن الإقبال على المنادى كان مقدما على القول ، وهذا معنى فيها تقديم.
(٣) فى أ : «قال» المنادى. وفى حاشية أ : قالوا. وفى ل. قال. ثم صلحت إلى «قالوا» المنادى.